للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم أخذ الآباء إلى دور العجزة]

السؤال

بعض الناس -هدانا الله وإياهم- إذا عجز أحد أقاربه أو أصابه خلل في المخ، قام بوضعه في دور المسنين والعجزة مع استطاعته القيام به ورعايته، وقد يكون أحد والديه، أليس هذا مخالفاً لقول الله سبحانه وتعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء:٢٣] ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: {رغم أنفُ} إلى آخر الحديث؟

الجواب

لا شك أن هذا -مع الأسف- من الأمور التي يندى لها الجبين، لأن الله عز وجل في قوله سبحانه: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء:٢٣] والكبر هنا مطلق، فالكبر يصل إلى ما قبل الوفاة؛ لأنه لو كان قوياً سليم القوى، فما لك منه؟! ولو كان يخدم نفسه فأين البر؟! فإذا كانت كلمة (أُف) منهياً عنها، فما بالك بما هو أشد منها؟! فلا شك أن الأمر خطير، اللهم إلا إذا كان شيئاً لا تستطيعه كما لو كان رعاية صحية، فإذا كان رعاية صحية كأن يحتاج إلى علاج أو يحتاج إلى تنويم في المستشفى، فهذه أمور أخرى ولا شك، وأحياناً قد يكون أحد الوالدين مصاباً بجلطة، وإذا كان في المستشفى فإنه يُخدم أكثر، بل ربما لو بقي عندك لمات، باعتبار أنك لا تستطيع أن تغذيه، لأنه لا يتغذى من فمه، ولا يتغذى بطريقة طبيعية، فهذه أمور مستثناة إذا كان المستشفى فعلاً أصلح له وأكثر رعاية، لكن يبقى عنايتك به، وهو هناك في المتابعة والملاحظة والحرص على أن تكون بجانبه والصدق في الدعاء له، فهذه قضايا لا بد من رعايتها والاعتناء بها.