للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجمع بين الرياضة والأعمال الخيرة]

السؤال

للأسف من المشاهد أن الكثير من المفسدين للنوادي -وخاصة الرياضية- تغلب عليهم الميول إلى الرياضة أكثر من ميلهم إلى طرق الخير من صلاة واختلاط مع أهل الخير، فلعلك تلقي كلمة تجمع بين الأمرين! جزاكم الله خيراً!

الجواب

هذا قد يكون ملحوظاً، ولكن يبدو لي إلى حدٍ ما أن الأمر بدأ يظهر فيه تحسن ظاهر، من حيث أنه بدأ يظهر في المنتسبين لهذه الأندية من فيهم خير وصلاح، وفيهم مظاهر الصلاح، كذلك من خير ما يفيد في ذلك الدخول معهم، وبخاصة من قبل الشباب الصالحين ممن هم في سنهم، أما الإنسان بنفسه، وإذا كان مع قرناء -على نحو ما يذكر السائل- يميلون إلى الرياضة أكثر من ميلهم إلى طرق الخير من صلاة وغيرها فقد يزل، أما هذا إذا دخل فيهم الصالحون من أقرانهم وأمثالهم، فإنهم يصلحون فيهم كثيراً.

ثم أيضاً المحافظة على الفرائض لا بد منها ولا بد من التأكيد عليها، أما نوافل العبادات فهذه أنواعها كثيرة، قد يكون منها الصلاة مثلاً، سواء من الليل أو من النهار، وصلاة الليل أفضل من صلاة النهار، وبخاصة المحافظة على الوتر، سواء بعد العشاء، أو في آخر الليل، وإن كان قبل الفجر وآخر الليل فهو أفضل، ومن أداها بعد أو العشاء أو قبل النوم فهو خير كثير، ولكن هناك نوافل وعبادات كثيرة يقوم بها الرياضيون، وصلاة النافلة هي مظهر الاستمساك بالحق، وإنما الكلمة الطيبة، الاطلاع على الكتب النافعة، الزيارات بين الأحبة إذا كان المقصود منها التناصح وشغل الوقت بما ينفع.

وأيضاً استغلال أوقات اللهو البريء في التوجيه ونحو ذلك، فهذه كلها طرق خير، ولهذا لا يعدم الإنسان أنه يستفيد من كل فعل ومن كل حركة ومن كل قول، وكل ذلك وجه من وجوه الإصلاح بإذن الله.