أيها الإخوة في الله! تجب المراجعة الصادقة والجادة من أجل أن يسود العدل والإنصاف، ويحق الحق، ويزهق الباطل.
إن العالم بحاجة إلى صياغة سياسة رحيمة، تقطر أخلاقاً وإنصافاً وعدلاً وتديناً، سياسة تلغي هذه الأسلحة الجرثومية، التي تزرع الدمار في الديار، والدمار في الضمائر.
سياسة ترعى العدالة في حقوق الإنسان، وحق تقرير المصير، والحرية، والكرامة، والرحمة، والطمأنينة.
سياسة تنهي الاستعمار والهيمنة بكافة أشكالها الاقتصادية والفكرية والثقافية.
سياسة تقف بصدقٍ إلى جانب الضعيف والمظلوم، حتى ترفع مظلمته، فالعدل لا يحقق بالظلم، والأمن لا يستجلب بالخوف، يجب استبعاد منطق الثأر والانتقام إلى رحاب الحوار وهدوء النقاش.
العالم بدوله الصغيرة والكبيرة بحاجة إلى الترابط والتوافق والعيش بسلمٍ وسلام.
هذا هو الذي يجب أن يتنادى إليه العقلاء، ويأخذ به المخلصون الذين يقصدون إلى خير البشرية كلها، ولا يحسن بهؤلاء العقلاء والمخلصين أن يغالطوا التاريخ، ويخالفوا السنن، إنهم إن لم يفعلوا ذلك، فإن الضعيف لن يبقى ضعيفاً، والتاريخ حافلٌ بالأمثلة على صعود أمم وهبوط أخرى، وعلو حضارات وانحسار أخرى، وهو حافلٌ كذلك بمشاهد قدرة الشعوب على الصبر والصمود والمصابرة وطول الكفاح والمقاومة، والأيام دول، والزمن قلب، والأمر كله لله، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}[الشعراء:٢٢٧]، {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}[الأحقاف:٢٦].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.