أيها الإخوة: إن لله سنناً لا تتخلف، تجري على الأفراد كما تجري على الأمم، فيصيبهم الذل والهوان جزاء ما اقترفوا ولقاء ما قدموا، يسلطُ الله عليهم ما لم يكونوا يحتسبون، قال الله:{وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً}[يونس:٢٧].
كيف ترجى عزة أو يؤمَّل النصر، وقد اهتزت العقيدة، وفُقِد المثل الأعلى، وطمس التاريخ؟!
بل لا تكاد ترى في مناهجهم وإعلامهم إلا ما يصور الذلة والخنوع والتبعية، وما يُجَرِّد الأمة بأفرادها من كل معاني العزة والعفة والغيرة، وتماسك الشخصية، والبعد عن مواطن الطهر النفسي والجسدي.