وعدم تبرير الواقع هو ضابط آخر، ذلكم أن الحديث عن التغير والتطور ومجاراة العادات والأعراف، لا يعني أن هم المجتهد والفقيه تبرير الواقع، وتلمس السند الشرعي له، والتعسف بدعوى أن ذلك هو مفهوم المرونة والتطور، فالإسلام لم يأت ليخضع لأهواء الناس ومجريات حياتهم، ولكنه جاء ليرفع الناس إلى ميزان الحق والعدل والمصلحة الحقيقية، ويكف عنهم الإثم والظلم، ويرفع الآصار والأغلال.
إن هذا التشريع لم يضعه المجتمع حتى يخضع له ويستجيب لظروفه وأوضاعه.
إنه تشريع إلهي وضع ليرقى بالمجتمع، وتخضع أوضاعه لهدايته، فكلمة هذا التشريع هي العليا.
إن مهمة التشريع أن يصوب الخطأ، ويقوم المعوج، لا أن يبرر العوج، وأن يسوغ الأوضاع والتصرفات، إنه يستعصي على الذوبان والتميع.