أما الصورة من البوسنة -والبوسنة كلها مآسٍ- الصورة التي تُجسِّد شريعة الغاب، وقانون الاستبداد، شريعة وقانون، يكون الغاصب فيها مالكاً، والمعتدي مدافعاً، والمجرم محقاً، إنها صورة قراجدة التي افترسها الصرب المجرمون على مسمع العالم وبصره في دوله الكبرى ومنظمته المتهالكة.
سُئل أحد أصحاب القرار في دولة كبرى هل ستسمح دولتك بسقوط مدينة قراجدة في أيدي الصرب؟
فكان
الجواب
إننا لن نتدخل من أجل منع حدوث ذلك.
ولفظاعة الجواب، وشناعة المنطق، سألوا زميلة وقد كان أكثر نفوذاً منه، سألوه عن رأيه في إجابة صاحبه، فقال: إنها إجابة مُرضية.
أما متحدثهم الرسمي! فقد فتح الله عليه بهذا التصريح: إن نواصي الصرب غير واضحة عندي، ولكنهم يواصلون الهجوم والقصف، ولا أعرف ماذا سيفعلون، فلست خبيراً بنواياهم!
ما هذه البراءة؟! بل ما هذه الوقاحة؟! أما المنظمة الدولية، وقد نصبت مظلة للحق والعدل والإنصاف كما يقولون! فيقول قائلها: من الواضح أن ما يحدث في البوسنة مهم، ويُثير القلق، لكنني لا أعتقد أنه يجب المبالغة في الآثار الاستراتيجية لما يحدث.
ما أرخص دماء البشر أمام الغايات الاستراتيجية! بل ما أرخص دماء المسلمين أمام شعارهم الدولي المنافق:(حقوق الإنسان!).