كما أنهم هم أهل الحديث والأثر لشدة عنايتهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم روايةً ودرايةً واتباعاً، فهم يقدمون الأثر على النظر.
وهم السلف إذ المراد بـ السلف: الصحابة رضي الله عنهم وتابعوهم وأتباعهم إلى يوم الدين، وقد يراد بـ السلف: القرون المفضلة الثلاثة الأولى.
ومن هنا فإن منهج أهل السنة والجماعة ومذهبم على جهة الإجمال: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شُهِدَ له بالإمامة وعُرِفَ عِظَمُ شأنِه في الدين، وتلقى الناس كلامَهم خلفاً عن سلف دون مَن رُمِي ببدعةٍ، أو شُهِر بتوجهٍ غير مرضٍ، من أمثال: القدرية، والمرجئة، والجبرية، والجهمية، والمعتزلة، وغيرهم.