للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفهم الخاطئ لمفهوم الحرية وآثار ذلك]

أيها الإخوة المسلمون: هؤلاء هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وهذا هو دورهم وفضلهم، وذلك هو مسلكهم وسبيلهم.

غير أن من أعظم مآسي هذا العصر ومن طَوامِّه: هذا الغلو المقيت والمبالغة الخاطئة في مفهوم الحرية الشخصية والخصوصية الفردية في مقابل حق الجماعة ودور المجتمع؛ فباسم الحرية الشخصية وباسم خصوصية الأفراد هَشُّوا للمنكرات وارتضوها، وتشربوها وارتضعوها، وعشقوها وغرقوا فيها، ارتضوا الكفر والإلحاد، وعاشوا في الفسوق والضلال، وحاربوا الفضيلة، ونشروا الرذيلة، كل ذلك باسم الحرية الفردية والحقوق الشخصية؛ حرية في العري والعهر والزنا واللواط، وحرية في الكفر والإلحاد والردة، حتى جعلوا ذلك في مناهج الدراسة وبرامج السياحة ووسائل الترفيه، وكانت النتيجة التي انتهت إليها غالبيتهم -ولا زالوا فيها ينحدرون- أن تفككت المجتمعات على نحو مخيف، وذابت الأسر بشكل مروِّع، وذهب رونق الحياة ونضارتها، وسوف يعصف ذلك بكل الجهود الكبيرة التي تُبنى بها الحضارات، ويقوم عليها بناء الأمم.

ومع الأسف فإن الغلو في هذه النظرة الفردية انتقل إلى كثير من أبناء المسلمين، فترى هذا المبتلى لا يقبل النصيحة، ولا يحب الناصحين، بحجة أن هذا تدخل في الخصوصيات، يحاجون على الحرية الشخصية، بل إنه ليزعم -وهو مخذول- أن هذا تحجر وانغلاق ورجعية وتزمت، ويعلم الله والمؤمنون أن الإسلام قد قام على خلاف ذلك، فلقد وازن بين حق الفرد وحق الجماعة، والمسئولية -والله- مشتركة {فكلكم راعٍِ، وكلكم مسئول عن رعيته} {

الجواب

=٦٠٠١٣٠٥>> وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:٧١].