أقول: وقد يحسن الربط بين ما يتوجه إليه العالم اليوم من الحديث عن خصخصة المؤسسات، والمرافق التي تتبع الدولة لجعل إدارتها بأيدي القطاع الخاص، وبين ما تحدثنا عنه فيما سبق من دور الخلفاء والأمراء وهو الذي قلت لكم: إنه قد يكون جمعاً بين الاتجاهين: اتجاه القاعدة الاستثنائية، واتجاه القاعدة الدائمية.
هذا الربط بين ما تحدثنا عنه فيما سبق من دور الخلفاء والأمراء وأهل الثراء في رعاية بعض هذه المرافق، وبين الاتجاهين اللذين ذكرناهما في وظيفة الرعاية الاجتماعية، فالذي يبدو في نظر محدثكم أن بروز هذه المراكز كالمركز الذي نحن فيه، مركز الأمير سلمان الاجتماعي، فالذي يبدو في نظر محدثكم أن بروز هذه المراكز هو نوعٌ من الخصخصة أو هو نوعٌ من المرتبة الوسطى بين تدخل الدولة الكامل وبين انفراد القطاع الخاص بهذه المراكز والمؤسسات الخدمية الاجتماعية، وعلى أي نحوٍ كان التوجه أو الترجيح، فإن هذه المراكز بهذه الصفة تمثل صورة ناجحة في أداء الرعاية الاجتماعية لوظيفتها على ما سنرى متجسداً في خاتمة حديثنا عن مركز الأمير سلمان الذي نحن في رحابه هذه الليلة.
وتوجه الدولة في الخصخصة توجهٌ قوي جداً، ويتبناه سمو الأمير نايف باعتباره رئيساً لمجلس القوى العاملة، وهو متابع متابعة كبيرة جداً، خاصة للندوة التي أقيمت العام الماضي، وكان لها توصيات، وأيضاً هذا العام -كما تعلمون- تابع توصياتها، حتى إنه قال: إن الوطن ليس هو المصلحة الاقتصادية وحدها، ولكنه باختصار هو الحياة.