وفي المقابل -أيها المسلمون- فإن تخلخل الأسرة وضعف تماسكها، ليس فساداً للأسرة وحدها، أو شقاءً لأفرادها فقط، ولكنه فسادٌ للأمة كلها، ودمارٌ للبشرية جميعها، بل كم من حضارةٍ هوت لانهيار كيان الأسرة فيها، واختلاط الحلال والحرام في نظامها، وانتشار الفساد في أخلاقها، ومن هنا فإن الشيطان لا يحرص على شيء حرصه على تفريق الأسرة، والدخول بين الرجل وأهله ليفتت لبنة المجتمع، ويمزق أصول الأمة، جاء في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:{إن الشيطان يبعث سراياه، فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئاً، ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته؛ فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت، فيلتزمه} أي: يضمه إليه ابتهاجاً بما صنع.