وقال ابن مالك في التوضيح: في حديث: "كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر)، فيه إضافه الموصوف إلى الصفة عند أمن اللبس، لأن الأصل: كن النساء المؤمنات. وهو نظير (حبة الحمقاء) و (دار الآخرة) و (مسجد الجامع) و (صلاة الأولى).
وقال القاضي عياض: في قوله (يا نساء المؤمنات) ثلاثة أوجه: أشهرها وأصحها: نصب (النساء) وجر (المسلمات) على الإضافة، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، ولا بد عند البصريين من تقدير نحو: يا نساء الأنفس المسلمات، أو الجماعات المسلمات، وقيل: تقديره: يا فاضلات المسلمات.
والثاني: رفع (النساء) على النداء، ورفع المسلمات على أنه صفة على اللفظ.
والثالث: رفع (النساء) وكسر التاء من المسلمات، على أنه منصوب على الصفة على المحل، نحو: يا زيد العاقل، برفع (زيد) وبنصب (العاقل).
قال الكرماني: وقوله: (لجارتها) متعلق بمحذوف أي: لا تحقرن جارة هدية مهداة لجارتها.
وقال القرطبي:(لو) في قوله: (ولو فرسن شاة) للتعليل، قال: وعادة العرب إذا أعيت في تعليل شيء ذكرت في كلامها ما لا يكون مقصودًا، ومنه هذا الحديث، وقوله:(ولو ظلفًا محرقًا) وقوله صلى الله عليه وسلم: "من بنى لله مسجدًا ولو مثل مفحص قطاة" وذلك القدر لا يكون مسجدًا.