وقال الحافظ ابن حجر: وقع في هذه الرواية: (وفي شأنه) بإثبات الواو، وفي رواية مسلم تقديم (في شأنه كله) على قوله: (في تنعله) فيكون بدل البعض من الكل.
حديث:"إنما كان منزلٌ ينزله النبي صلى الله عليه وسلم. تعني المحصَّب".
كذا في البخاري.
قال ابن مالك في توضيحه: في رفع (المنزل) ثلاثة أوجه: أحدها: أن يجعل "ما" بمعنى (الذي) واسم "كان" ضمير يعود على "المحصب"، فإن هذا الكلام مسبوق بكلام ذكر فيه (المحصب). فقالت أم المؤمنين رضي الله عنها: إن الذي كانه المحصب منزل ينزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حذف خبر (كان) لأنه ضمير متصل كما يحذف المفعول به إذا كان ضميرًا متصلاً ويستغنى بنيته. كقولك: زيد ضرب عمرو، تريد: ضربه عمرو. ومن حذف الضمير المتصل خبرًا لـ (كان) قول الشاعر:
فأطعَمَنا من لحمها وسنامها ... شواء، وخير الخير ما كان عاجله.
أراد: وخير الخير الذي كان عاجله. ومثله قول الآخر:
أخ مخلص واف صبور محافظ ... على الود والعهد الذي كان مالك
أراد: الذي كانه مالك، و "الذي" وصلته مبتدأ، وقد أخبر عنه بخمسة أخبار متقدمة. ومثل هذا البيت في الاكتفاء بنية الخبر عن لفظه قول الشاعر: