شهدت دلائل جمة لم أحصها ... أن المفضل لن يزال عتيق
أراد: لن يزاله. وأجاز أبو علي الفارسي أن يكون من هذا القبيل قول الشاعر:
عدو عينيك وشانيهما ... أصبح مشغول بمشغول
على أن يكون التقدير: أصبحه مشغول بمشغول. وأجاز أيضا أن تكون "أصبح" زائدة. ومما يتعين كونه من هذا النوع قول النبي - صلى الله علىه وسلم:"أليس ذو الحجة؟ " بعد قوله: "أي شهر هذا"، والأصل: أليسه ذو الحجة؟ ويمكن أن يكون مثله قول أبي بكر رضي الله عنه:
(بأبي شبيه بالنبي ... ليس شبيه بعلي).
الوجه الثاني: أن تكون (ما) كافة، ويكون (منزل) اسم (كان) وخبرها ضمير عائد على (المحصب)، فحذف الضمير، واكتفي بنيته على نحو ما تقرر في الوجه الأول. لكن في الوجه الأول تعريف الاسم والخبر، وفي هذا الوجه تعريف الخبر وتنكير الاسم، إلا أنه نكرة مخصصة بصفتها، فسهل ذلك كما سهل في قول الشاعر:
قفي قبل التفرق يا ضباعا ... ولايك موقفٌ منك الوداعا