(لولا قومك حديثو عهد بكفر) أو (حديث عهدهم بكفر)، فلو اقتصر في مثل هذا على المبتدأ لظن أن المراد: لولا قومك على كل حال من أحوالهم لنقضت الكعبة، وهو خلاف المقصود، لأن من أحوالهم بعد عهدهم بالكفر فيما يستقبل. وتلك الحال لا تمنع من نقض الكعبة وبنائها على الوجه المذكور. ومن هذا النوع قول زهير:
لولا زهير جفاني كنت منتصرًا ... ولم أكن جانحًا للسلم إذ جنحوا
ومثله:
لولا ابن أوس نأى ما ضيم صاحبُه ... يومًا ولا نابه وهْنٌ ولا حذر
والثالث: وهو المخبر عنه بكون مقيد يدرك معناه عند حذفه، كقولك: لولا أخو زيد ينصره لغلب، ولولا صاحب عمرو يعينه لعجز، ولولا حسن الهاجرة يشفع لها لهجرت. فهذه الأمثلة وأمثالها يجوز فيها إثبات الخبر وحذفه، لأن فيها شبهًا بـ "لولا زيد لزارنا عمرو"، وشبهًا بـ " لولا زيد غائب لم أزرك" فجاز فيها ما وجب فيهما من الحذف والثبوت.
ومن هذا النوع قول أبي العلاء المعري في وصف سيف:
فلولا الغمد يمسكه لسالا
وقد خطأه بعض النحويين انتهى.
قلت: الحديث أخرجه البخاري بألفاظ متعددة منها: (لولا حدثان قومك بالكفر) لفعلت.
ومنها:(لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت) وهذا على القاعدة المشهورة.