وقيل:(الثاء) بدل من (الفاء)، وقد روي بها في سيرة ابن هشام:(يتحنف) أي يتبع دين الحنيفية، أي: دين إبراهيم عليه السلام، وعلى هذا فهو القياس، وإبدال الفاء ثاء كثير في كلامهم.
وقوله:(الليالي).
قال الكرماني: نصب على الظرف، والعامل فيه يتحنّث لا التعبد، وإلاّ فسد المعنى، فإنّ التحنّث لا يختص بالليالي، بل هو مطلق التعبّد، وكذا قال النووي.
و (ذوات العدد) منصوب على الصفة لليالي، وعلامة نصبه كسر التاء.
وقوله:(حتى جاءه الحق).
قال الزركشي: أي الأمر الحق، فيكون صفة لموصوف محذوف.
قوله:(فجاءه الملك).
قال الحافظ ابن حجر: هذه الفاء تسمى التفسيرية وليست التعقيبية، لأن مجيء الملك ليس بعد مجيء الوحي حتى يعقب به، بل هو نفسه. ولا يلزم من هذا التقرير أن يكون من باب تفسير الشيء بنفسه، بل التفسير عين المفسر به من جهة الإجمال، وغيره من جهة التفصيل.
وقال الكرماني: هذه الفاء تسمى بالفاء التفسيرية نحو قوله تعالى: (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم)[البقرة: ٥٤] إذ القتل نفس التوبة، وتسمى بالفاء التفصيلية أيضًا، لأن مجيء الملك إلخ: تفصيل للمجمل الذي هو مجيء الحق ولا شك أن المجمل تفسيره المفصل.