قال أبو البقاء: كذا وقع في الرواية، والوجه: جذع لأنه خبر ليتني، ويضعف أن يكون (فيها) الخبر لقلة الفائدة، وهكذا هو في الشعر:
يا ليتني فيها جذع ... أخبُّ فيها وأضع
وللنصب وجه: وذلك أن يجعل (فيها) الخبر، و (جذعًا) حال، وتكون الفائدة من الحال. انتهى.
وقال الزركشي: المشهور فيه النصب، إما على الحال، والخبر مضمر، أي يا ليتني فيها حي أو موجود كالجذع، وإما على أن (ليت) تنصب الجزأين.
وقال الخطابي: على خبر كان المضمرة، أي يا ليتني أكون، لأن ليت شغل بالمكني.
قال القاضي عياض: وهذا على طريقة الكوفيين.
وقال السهيلي: النصب على الحال، إذا جعلت (فيها) خبر ليت، والعامل في الحال ما يتعلق به الجار من الاستقرار. ومن رفع فالجار متعلق بما فيه من معنى الفعل، كأنه قال يا ليتني شاب.
وقال القاضي عياض: وقع للأصيلي بالرفع، وهو خلاف المشهور.
وقال ابن بري: المشهور عند أهل اللغة والحديث في هذا – كأبي عبيدة وغيره – (جذع) بسكون العين، ومنهم من يرفعه على أنه خبر.
وروي بالنصب بفعل محذوف، أي جعلت فيها جذعًا.
قال الزركشي: وضمير (فيها) راجع للنبوة أو الدعوة أو الدولة.