هو أبلغ من ذلك: روي أن معاوية استعمل ابن أخيه عمرو بن عتبة بدل أبي سفيان على صدقات كلب، فاعتدى عليهم، فقال ابن العدّاء الكلبي:
سعى عقالاً فلم يترك لنا سبدًا ... فكيف لو قد سعى عمرو عقالَيْنِ
قال ابن الأثير في "النهاية": نصب (عقالا) على الظرف، أراد مدة عقال، والعقال صدقة عام.
وقال ابن يعيش في "شرح المفصل": من المنصوب على الظرف قولهم: سير عليه ترويحتين، وانشطر به نحر جزورين، والمراد مدة ذلك، والترويحتين تثنية، الترويحة واحد التراويح في الصلاة.
وقال أبو البقاء: قوله صلى الله عليه وسلم: (لِيُصَلِّ أحدُكم نشاطه) إنه منصوب على تقدير الظرف، أي: مدة نشاطه، فحذف المضاف وأقام المصدر مقامه.
وقال الأشرفي في "شرح المصابيح": يجوز أن يكون (نشاطه) بمعنى الوقت، وأن يراد به الصلاة التي نشط لها. فإن قلت: فما تقول في نصبه على الصفة للمصدر؟ قلت: هذا ذكره طائفة، وأقول لا يخلو إمّا أن يجعل صفة للمصدر المذكور وهو (سبحان)، أو لمقدر. فأمّا الأول فيعكر عليه الفصل بينه وبين موصوفه بقوله:(وبحمده) وذلك ضعيف أو ممنوع، مع أن عندي في جواز وصف (سبحان) وقفة، فإنه غير منصرف، ولم يستعمل إلاّ علمًا للتسبيح منصوبًا، ولم يتصرف فيه بشيء.
وأما الثاني وهو أن يجعل التقدير: سبحان الله تسبيحًا زنة عرشه، ففيه وقفة من وجوه: