وقوله في هذا الحديث: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عيني.
قال القرطبي: الرواية (نعمة) بضم النون وفيها لغات. (نعمة) بفتح النون، ونعم عيني، ونعم، ونعمى، ونعامى، ونعيم، ونعام. وكل ذلك بمعنى واحد، بمعنى أنعم عينه، (أريها ما يسرّها) وهي منصوبة على المصدر.
قال الرضي: مما يشبه أن يكون قياسًا مصدر عطف على الجملة بالواو، والمراد تأكيد المعطوف عليه وتبيينه كما يقول المجيب للطالب: نعم ونعمة عيني، أي: أفعل وأنعم عينك إنعامًا، أي: أقرّها، فحذف الزوائد، وأضافه إلى المفعول، أو نعمت عينك نعمة، أي: قرّة.
وقال أبو حيان في "الارتشاف": من المصادر المنتصبة على إضمار الفعل المتروك إظهاره فيما نصّ عليه سيبويه قولك: أفعل ذلك وكرامة ومسرة ونعمة عين، وحبًّا ونعام عين، كأنك قلت: وأكرمك كرامة، وأسرك مسرة، ولا يكون: أفعل ذلك وكرامة، إلا جوابًا لما قال: أفعل كذا أتفعل كذا فقلت: أفعله وأكرمك بفعله كرامة، وأسرك مسرة، ولا يستعمل كرامة إلا مع مسرة وكذا نعمى عين بعد (حبًّا). ولا يقال: مسرة وكرامة ولا نعمى عين، و (حبًّا وكرامة) اسم موضع المصدر الذي هو الإكرام، وكذا نعمة عين، ونعام عين، وهو بفتح النون وضمها وكسرها، وهما اسمان بمعنى الإنعام لما كانت بمعنى المصدر ذكرت مع المصدر. وفي كتاب "التمهيد": وقدر (الفعل) الناصب لها باعتبار الزيادة الدالة على المعنى.