قوله: أحدكم: وإنما ذكر نفسه وإن لم يكن داخلاً في التحذير مبالغة في زجرهم عن حذفها كأنه قال: باعدوني عن مشاهدة حذفها.
قال: ولا بد مع الاسم الثاني من حرف العطف أو حرف الجر، نحو قوله عليه الصلاة والسلام:"إياك وما يعتذر منه وإياك والغيبة"، ولا يجوز إياك الأسد، لأنه لا يجوز حذف حرف العطف وحرف الجر من مثل هذا، (حذف الجر منه فيقال: إياك أن تحذف ولا يجوز حذفه من المصدر فلا يقال: إياك الحذف، لأن الحذف معها قياس مطرد لطولها بعلتها وأما حذف حرف العطف معها فلا يجوز كغيرها).
(وأما إياك وأن تحذف الأرنب، وإياك من أن تحذف، فإنه يجوز حذف حرف الجر منه، فيقال إياك أن تحذف، ولا يجوز حذفه من المصدر فلا يقال: إياك الحذف، لأن الحذف معها قياس مطرد لطولها بصلتها وأما حذف حرف العطف معها فلا يجوز كغيرها).
وقال الفارسي في التذكرة: لا يجوز إياك الأسد، بخلاف إياك أن تفعل، فإن سيبويه أجازه إذا أردت إياك أحذر مخافة أن تفعل، ثم حذف المضاف وصح نيابة الثاني عنه في هذا التركيب ونحوه من حيث هو مصدر، بخلاف إياك الأسد.
فأما (إياك المراء) فإنه لم يجز مع أنه مصدر لأن الذي سوغ هناك الحذف الطول، ألا تراهم قالوا:(هو أهل أن يفعل، فأعملوا فيه ما في أهل من معنى الفعل ولم يجيزوا) هو أهل الفعل.
قال ابن هشام في تذكرته: وتقديره: إياك أن تفعل بالمخافة، يقتضي أن نصبه عند