للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن جماعتها فقالوا لهم مكان يجتمعون فيه مساء الخميس، لإلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه، فذهبت إليهم مع أولادي وبعض الشباب المثقف، فدخلنا غرفة كبيرة، ننتظر الدرس، وبعد فترة دخل علينا شيخ كبير السن، فسلَّم علينا وصافحنا جميعًا مبتدئًا بيمينه، ثم جلس على مقعد، ولم يقم له أحد، فقلت في نفسي هذا شيخ متواضع لا يحب القيام.

بدأ الشيخ الدرس بقوله: (إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره) إلى آخر الخطبة التي كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يفتتح بها خطبه ودروسه، ثم بدأ يتكلم باللغة العربية، ويورد الأحاديث ويبين صحتها وراويها، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما ذكر اسمه؛ وأخيرًا وُجِّهت له الأسئلة المكتوبة على الأوراق، فكان يجيب عليها بالدليل من القرآن والسنة، ويناقشه بعض الحاضرين فلا يرد سائلًا، وقد قال في آخر درسه: الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون (١)، وبعض الناس يقولون إننا وهابيون، فهذا تنابز بالألقاب، وقد نهانا الله عن هذا بقوله: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} "سورة الحجرات ١١"

وقديمًا اتهموا الإمام الشافعي بالرَّفض فردَّ عليهم قائلًا:

إنْ كان رَفضًا حُبُّ آل محمدٍ ... فليشهد الثقلان أني رافضي

ونحن نردُّ على مَن يتهمنا بالوهابية بقول أحد الشعراء:

إنْ كان تابعُ أحمدٍ (٢) مُتوهِّبًا ... فأنا المقِرُّ بأنني وهَّابي

ولما انتهى خرجنا مع بعض الشباب معجبين بعلمه وتواضعه وسمعت أحدهم يقول: هذا هو الشيخ الحقيقي!!!

الصواب: (دعوة سلفية)

بمعنى أنها تعمل بالكتاب والسنة حسب فهم السلف الصالح وهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته والتابعون والأئمة المجتهدون.

فالسلفيه: تدعو إلى التوحيد وإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو ما أثبته له رسوله من الأسماء والصفات من غير تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل.

ويسعون من أجل تحكيم شريعة الله بالتي هي أحسن من غير تكفير ولا إرهاب، ولا تدمير.


(١) السلفيون: الذين يتبعون طريقة السلف الصالح (الرسول وصحابته).
(٢) المراد بأحمد النبي - صلى الله عليه وسلم - ورد اسمه في القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>