والتوسل بها مشروع عند الدعاء لأنها من العمل الصالح، فنقول: اللهم بصلاتي على نبيك فرّج عني كربتي .. وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.
[الصلوات المبتدعة]
نسمع كثيرًا من صيغ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - مبتدعة، لم ترِد في كلام الرسول وصحابته، والتابعين والأئمة المجتهد مِن، بل هي من وضع بعض المشايخ المتأخرين، وقد راجت هذه الصيغ بين العوام وأهل العلم، فأخذوا يقرؤونها أكثر مما يقرؤون الصلوات الواردة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وربما تركوا الوارد الصحيح، ونشروا الصلوات المنسوبة لمشايخهم، ولو أمعنا النظر في هذه الصلوات لرأينا فيها مخالفة لهدى الرسول الذي نصلي عليه ومن هذه الصلوات المبتدعة وقولهم:
١ - (اللهم صَل على محمد طِبِّ القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائِها، ونور الأبصار وضِيائها، وعلى آله وسلم).
إِن الشافي والمعافي للأبدان والقلوب والعيون هو الله وحده، والرسول لا يملك النفع لنفسه ولا لغيره، فهذه الصيغة تخالف قول الله تعالى:{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ}[الأعراف: ١٨٨]
وتخالف قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُطرُوني كما أطرتِ النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا عبدُ الله ورسوله"[رواه البخاري]
ومعنى الإِطراء: هو مجاوزة الحد أو الزيادة في المدح.
٢ - رأيت كتابًا في فضل الصلوات، لشيخ لبناني صوفي كبير فيه هذه الصيغة:(اللهم صَل على محمد حتى تجعلَ منه الأحدِيَّة القيُّومِيَّة) فالأحدية والقيومية من صفات الله الواردة في القرآن قد جعلها هذا الشيخ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
٣ - ورأيت في كتاب (أدعية الصباح والمساء) لشيخ سوري كبير قوله: (اللهم صَلِّ على محمد الذي خَلقتَ من نوره كل شيء) والشيء يشمل آدم وإيليس، والقردة