للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - الإدعاء بأن هناك أقطاباً من الأولياء يُدبِّرون أمور الكون مع اعترافهم بوجود الرب، وهؤلاء أسوأ حالاً من المشركين قبل الإِسلام في هذا الاعتقاد لأنهم كانوا يعترفون بأن المدبر لأمور الكون هو الله وحده بدليل قول الله - تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}. [يونس: ٣١]

٤ - قول بعض الصوفية: أن الله حل في مخلوقاته حتى قال ابن عربي الصُّوفي المدفون بدمشق:

الربّ عبدٌ، والعبدُ ربٌّ ... ياليتَ شعري من المكلّفِ؟

وقال طاغوتهم:

وما الكلب والخنزير إِلا إِلهنا ... وما الله إِلا راهب في كنيسة

وقال الحلاج: (أنا هو، وهو أنا) فحكم عليه العلماء بالقتل فأُعدم تعالى الله عما يقولون عُلوًّا كبيرًا.

[من نواقض الإيمان الشرك بالعبادة]

القسم الثاني: يتضمن إِنكار الإلهُ المعبود أو الإِشراك معه. وفيه أنواع:

١ - الذين يعبدون الشمس والقمر والنجوم والأشجار والشيطان وغيرها من

المخلوقات ويتركون عبادة الإِله الذي خلق هذه الأشياء التي لا تضر ولا تنفع قال الله - تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}. [فصلت: ٣٧]

٢ - الذين يعبدون الله، ويشركون في عبادته بعض المخلوقات كالأولياء الممثلة في الأصنام، والقبور وغيرها، وهؤلاء هم المشركون من العرب قبل الإِسلام، حيث كانوا

<<  <  ج: ص:  >  >>