٩ - وفي الصفحات (١٠٣ و ١٠٤ و ١٠٥) يكتب الأستاذ كلامًا معناه أن الوهابية تسارع إلى تكفير الناس بتعليقهم التمائم، وتمسُّحهم بالأضرحة، مع كثرة من يفعل ذلك، وخطورة التكفير وقسوته، وكون من يفعل هذه المخالفات فعلها عن جهل، ومِنْ أنه يُمكن العلّاج عن طريق النصح والإِرشاد .. إلخ.
ونحن نجيب الأستاذ عن ذلك بما سبق أن شرحناه بأن علماء الدعوة لا يُكفِّرون الناس بمجرد تعليق التمائم، والتمسح بالأضرحة مطلقًا، بل في ذلك تفصيل:
فمَن علَّق التميمة أو تمسَّح بالضريح يعتقد في ذلك جلب النفع ودفع الضر من دون الله؛ فهذا شرك.
ومن فعله يعتقده سببًا من الأسباب فقط مع اعتقاده أن جلب النفع ودفع الضر من الله؛ فهو محرم، ووسيلة من وسائل الشرك.
ومن فعل ذلك جاهلًا؛ بُيَن له، وأرشد، فإن استمر بعد ذلك، مُنع منه بالقوة.
وكثرة من يفعله ليست حجة:{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}"الأنعامَ آية ١١٦"
وأما كون التكفير فيه قسوة وخطورة؛ فذلك لا يمنع من إطلاقه على مَنْ اتَّصف به، وعلماء الدعوة -والحمد لله- لا يكفِّرون إِلا مَنْ كفَّره الله ورسوله.
وأما قول الأستاذ:"إنه بعد أن انتشر العلم في المجتمع الإِسلامي، وخلصت العقول من تصورات الجهل؛ ذهبت أو كادت تذهب كل هذه الصور التي كانت تعيش في المجتمع الإِسلامي؛ من تعظيم القبور، والتمسح بالأضرحة"؛ فهذا كلام ينقضُه الواقع، وما قبر أحمد البدوي، ومشهد الحسين، وغيرهما ... وما يُفعل عند هذه الأضرحة الآن من الشرك الأكبر بخافٍ على الأستاذ، ولا بعيد عن بلده.