دعاني أحد شيوخ الطريقة مع شيخي الذي درست عليه النحو والتفسير، فذهبنا إليه في بيته، وبعد تناول طعام العشاء وقف الحاضرون يذكرون ويقفزون، ويتمايلون، ويقولون الله، الله، وكنت واقفًا معهم لا أتحرك، ثم جلست على المقعد حتى انتهى الشوط الأول، ورأيت العرَق يسيل منهم، فجاءوا بمنشفة ليمسحوا العرَق عنهم، وبما أن الوقت قارب نصف الليل، فتركتهم وذهبت إلى بيتي، وفي اليوم الثاني قابلت أحد الجالسين معهم، وكان مدرسًا معي، وقلت له: إلى متى بقيتم على حالكم؟ فقال لي: إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل وذهبنا إلى بيوتنا للنوم! قلت له: وصلاة الصبح متى صليتموها؟ فقال لي: لم نصلها في وقتها، وفاتتنا.
قلت في نفسي ما شاء الله على هذا الذكر الذي يُضيع صلاة الفجر، وتذكرت قول عائشة تصف الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (كان ينام أول الليل، ويُحيي آخره). "متفق عليه"
وهؤلاء الصوفيون بالعكس يُحيون أول الليل بالبدع والرقص، وينامون آخره ليضيعوا صلاة الفجر، وقد قال الله تعالى: