لم تكسر، وإذا كسرت فليحمد الله أنها لم تقطع، أو لم يكسر ظهره مما هو أخطر، وحدث أن رجلًا تاجراً كان ينتظر طائرة لعقد صفقة تجارية فأذن المؤذن للصلاة، فدخل ليصلي، ولما خرج وجد الطائرة قد أقلعت، فجلس حزيناً على ما فاته، وبعد قليل علم أن الطائرة احترقت في الجو، فسجد شكرًا لله على صلاته وتأخرِّه بسبب الصلاة، وتذكر قوله -تعالى-: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. [البقرة: ٢١٦]
لا تَحتَجَّ بالقدر
يجب على كل مسلم الاعتقاد بأن الخير والشر بتقدير الله وعلمه وإرادته، ولكن فعل الخير والشر من العبد باختياره، ومراعاة الأمر والنهي واجب على العبد، فلا يجوز له أن يعصي الله ويقول "هكذا قدر الله ذلك"! الله أرسل الرسل وأنزل عليهم الكتب لِيُبيِّنوا طريق السعادة والشقاء، وتكرَّم على الإِنسان بالعقل والتفكير وعرَّفه الضلال والرشاد، قال الله - تعالى:{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}. [الإنسان: ٣]
فإذا ترك الإِنسان الصلاة أو شرب الخمر استحق العقوبة لمخالفة أمر الله ونهيه، وعندها يحتاج إِلى التوبة والندم ولا يرفع عنه ذلك احتجاجه بالقدر ..
وإنما يحتج بالقدر عند نزول المصيبة، فيعلم أنها من عند الله فيرضى بقضاء الله وقدره. قال الله تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}. [الحديد: ٢٢]