٥ - لقد عرض كفار قريش على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المُلك والمال والزواج وغيرها مِن مُتَع الحياة مُقابل أن يترك دعوة التوحيد، ومهاجمة الأصنام، فلم يرض منهم ذلك، بل استمر في دعوته يتحمل الأذى مع صحابته إلى أن انتصرت دعوة التوحيد بعد ثلاثة عشر عامًا، وفتحت مكة بعد ذلك، وكسِرت الأصنام، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول:
{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}. "الإسراء: ٨١"
٦ - التوحيد وظيفة المسلم في الحياة فيبدأ حياته بالتوحيد وُيودِّعها بالتوحيد، ووظيفته في الحياة إقامة التوحيد، والدعوة إلى التوحيد، لأن التوحيد يُوَحد المؤمنين، ويجمعهم على كلمة التوحيد. فنسأل الله أن يجعل التوحيد آخر كلامنا.
[من فضل التوحيد]
١ - قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}. "سورة الأنعام"
عن عبد الله بن مسعود قال لَما نزلت هذه الآية شق ذلك على المسلمين، وقالوا أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ليسِ ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا قول لقمان لابنه:
{يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. "متفق عليه"
فهذه الآية تبشر المؤمنين الموحدين الذين لم يلبسوا إيمانهم بشرك، فابتعدوا عنه، أن لهم الأمن التام من عذاب الله في الآخرة، وأولئك هم المهتدون في الدنيا.
٢ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "الإِيمان بضعٌ وستون شعبة: فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق". "رواه مسلم"
٣ - جاء في كتاب (دليل المسلم في الإعتقاد والتطهير).
لفضيلة الشيخ عبد الله خياط ما يلي:
التوحيد يسبب السعادة ويُكفِّر الذنوب
المرء بحكم بشريته وعدم عصمته قد تَنزلِق قدمه، ويقع في معصية الله، فإذا كان من أهل التوحيد الخالص من شوائب الشرك، فإن توحيده لله، وإخلاصه في قول لا إله إلا الله، يكون أكبر عامل في سعادته وتكفير ذنوبه ومحو سيئاته، كما جاء في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: