[المنافع العظيمة في الحج]
قال الله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}. (سورة الحج ٢٧)
١ - قال ابن عباس: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} قال: منافع الدنيا والآخرة:
أما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البُدن والذبائح والتجارات.
٢ - وكذا قال مجاهد وغير واحد: إنها منافع الدنيا والآخرة، كقوله تعالى:
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}. (البقرة ١٩٨)
وقوله: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (انظر تفسير ابن كثير ج ٣/ ٢١٦)
٣ - وقال العلامة محمد الأمين في تفسيره أضواء البيان:
قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ}: هي لام التعليل: وهي متعلقة بقوله تعالى:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِر}. (سورة الحج ٢٧)
أي إن تؤذِّن فيهم يأتوك مشاة وركبانًا، لأجل أن يشهدوا: أي يحضروا منافع
لهم، والمراد بحضورهم المنافع: حصولها لهم.
وقوله: {مَنَافِعَ} جمع منفعة، ولم يبين هنا هذه المنافع ما هي؟ وقدجاء بيان بعضها في بعض الآيات القرآنية، وأن منها ما هو دنيوي، وما هو أُخروي:
أما الدنيوي فكأرباح التجارة إذا خرج الحاج بمال تجارة معه، فإنَّه يحصل له الربح غالبًا، وذلك نفع دنيوي.
وقد أطبق علماء التفسير على أن معنى قوله تعالى:
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} (سورة البقرة ١٩٨)