للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما هو الشرك وأنواعه؟]

{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}: وهو ذنب لا يغفره الله، فما هو الشرك؟

الشرك أن يصرف الإِنسان أيَّ عبادة من العبادات لغير الله كائناً مَن كان ملَكاً مُقَرباً أو نبياً مرسلاً، أو ولياً صالحاً، أو عالماً أو عابداً أو زعيماً أو حجراً أو شجراً أو شمساً أو قمراً أو درهماً أوديناراً أو هوىً مُتَّبَعاً، فكل هذه الأشياء يشرك كثير من الناس بريهم بسببها، فمن دعا غير الله واستغاث به -وهو غائب أوْ مَيْت- وطلب منه المدد واعتقدَ أنهُ ينفع ويضر ويشفي المريض ويرد الغائب وينتصر لِلمظلوم فقد أشرك بالله العظيم. قال الله تعالى:

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا

فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سورة سبأ، الآية ٢٢]

ولا ينفع هذا أن يُسمّى ما يفعله شفاعة أو توسلًا، فهذه حجة المشركين حيث

قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلى اللَّهِ زُلْفَى} [سورة الزمر، آية ٣]

وقال سبحانه وتعالى عنهم:

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ

اللَّهِ} [سورة يونس، آية ١٨]

ومن الشرك ما يفعله كثير من الناس منِ النذر لغير الله والذبح لهم كما يُفعل عند قبور الصالحين وغيرهم قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر، آية ٢]

فكما أن من صلى وسجد لغير الله فقد أشرك، فكذلك من نحر وذبح لغير النّه فقد أشرك، ومن هنا حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته من اتخاذ القبور مساجد حتى لا يقع الناس في الشرك بسبب الغلو في الصالحين.

قال - صلى الله عليه وسلم -: "ألا لا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك". [رواه مسلم]

<<  <  ج: ص:  >  >>