ثم إن الشارع الحكيم قد جعل علامات بينات يستدل بها على حسن الخاتمة
-كتبها الله لنا بفضله ومَنه- فأيما امرىء مات بإحداها كانت بشارة له، ويالها
من بشارة!
الأولى: نطقهُ بالشهادة عند الموت وفيه أحاديث.
١ - "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".
[أخرجه الحاكم وغيره بسند حسن عن معاذ]
٢ - عن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- قال:"رأى عمر طلحة بن عبيد
الله ثقيلًا، فقال: ما لك يا أبا فلان؟ لعلك ساءتك امرأة عمك يا أبا فلان؟ قال: لا، [وأثنى على أبي بكر] إلا أني سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات، سمعته يقول: "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه، ونفَّس الله عنه كربته، قال: فقال عمر إني لأعلم ما هي! قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمرَ بها عمَّه عند الموت: (لا إله إلا الله) قال طلحة: صدقت، هي والله هي". [أخرجه الإمام أحمد وغيره وإسناده صحيح]
الثانية: الموت برشح الجبين:
لحديث بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه-: "أنه كان بخراسان، فعاد أخًا له
وهو مريض، فوجده بالموت، وإذا هو بعرق جبينه، فقال: الله أكبر، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"موت المؤمن بعرق الجبين". [أخرجه النسائي وغيره وهو صحيح على شرط البخاري]
الثالثة: الموت ليلة الجمعة أو نهارها.
لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر".
[أخرجه أحمد (٦٥٨٢ - ٦٦٤٦) من طريقين عن عبد الله بن عمرو، والترمذي من أحد الوجهين، وله شواهد عن أنس وجابر بن عبد الله وغيرهما]