وقد يكون الحلف بغير الله من الشرك الأكبر، وذلك إِذا اعتقد الحالف بالولي أن له سر التصرف ينتقم منه إِذا حلف به كاذباً؛ لأنه أشرك مع الله هذا الولي في التصرف والانتقام والضرر.
٢ - الحلف بغير الله ليس بيمين شرعي لا يلزم الحالف فعله، ولا كفارة عليه.
٣ - من حلف أن يقطع رحمه، أو يفعل معصية، فلا يفعل، وليكفر عن يمينه، وكفارة اليمين وردت في قول الله تعالى:{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[المائدة: ٨٩]
[من أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -]
كان خلقه القرآن، يسخط لسخطه ويرضى لرضاه، لا ينتقم لنفسه ولا يغضب لها إِلا أن تُنتَهك حرمات الله فيغضبُ لله.
وكان - صلى الله عليه وسلم - أصدقَ الناس لَهجةً، وأوفاهم ذِمّة، وألينهم عريكة وأكرمهم عِشرة، وأشدَّ حياء من العذراء في خدرِها، خافض الطرف أكثرُ نظره التفكير، ولم يكن فاحشًا ولا لعانًا، ولا يجزي بالسيئة ولكن يعفو ويصفح، من مسألة حاجة لم يَرده إِلا بها أو بميسور من القول، ليس بفظّ ولا غليظ، لا يقطع على أحد حديثه حتى يتعدَّى الحق فيقطعه بنهي أو قيام.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يحفظُ جاره ويكرمُ ضيفه، لا يمضي له وقت في غير عمل لله، أو فيما لا بد منه، يُحب التفاؤل ويكره التشاؤم، وما خُير بين أمرين إِلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، يحب إِغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم.