ثم يعدُّ الأستاذ منع التمسح بقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعريضًا لمقامه وقبره للأذى. "انظر صفحة ٩٤ من كتابه"
ويا سبحان الله! إن الذي يؤذي الرسول حقيقة هو الذي يجعل قبره وثنًا يُعبد، ويرتكب ما نهى عنه، أو يدافع بلسانه وقلمه عمَّن يفعل ذلك.
وقوله:"وكان ذلك هو الذي أثار ثائرة المسلمين في كل مكان. . ." إلخ، قولٌ فيه مجازفة وتقوُّل على المسلمين، فالمسلمون بالمعنى الصحيح يؤيدون علماء الدعوة في ذلك، ولا ينكره إلا الجهال الذين لا يعرفون من الإِسلام إلا اسمه، أو المعاندون من عُبّاد القبور، وهؤلاء وأولئك لا اعتبار لإِنكارهم في ميزان الحق ومجال النقد.
ثم الدَّاعية إلى الحق لا بدَّ أن يُعادَى وتُحاكُ ضدُّه التُّهم، ولنا بما جرى لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وبما جرى لإِخوانه النبيِّين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وما جرى على أتباعهم، لنا في ذلك أكبر أسوة وأعظم عبرة.
ثم إن الأستاذ أراد أن يلطِّف الموضوع، ويغطِّي ما مر في كلامه من شطحات،
فقال:
"إن هذه الأمور (يعني: الأمور التي أنكرها الشيخ) بمنزلة ورم خبيث يحتاج إلى يد نطاسي بارع للقضاء عليه"؟!
٧ - ثم يقول:"ولو أن الوهَّابية قد أخذت الأمر مأخذًا هيِّنًا، ودعت أول ما دعت إلى ترك البدع الصارخة، كالزار والتمائم وغير ذلك مما كان يعيش عليه كثير من المسلمين في ذلك الحين، ولو أن الوهابيِّين فعلوا هذا، لكان تمهيدًا طيّبًا ومقدمة ناجحة لما تنطوي عليه دعوتهم من تحرير العقل الإِسلامي وتحرير العقيدة الإِسلامية مما غشيها من جهل وضلال".
هكذا يرى الأستاذ طريقة الدعوة الناجحة أن يترقَّى بها من الأدنى إلى الأعلى، بحيث يبدأ بإنكار البدع أولًا،. ثم بإنكار الشرك. ولنا على ذلك ملاحظتان: