١ - وصيتي لهم أن يطبقوا تعاليم الاسلام على أنفسهم قبل أن يطالبوا غيرهم بتطبيقه، فقد زارني في سورية منذ عشرين سنة تقريبًا شابان منهم، وقد حلقوا لحاهم، وظهرت رائحة الدخان منهم، وطلبوا مني المناقشة لأنضم إليهم، فقلت لهم: أنتم تحلقون اللحى، وتشربون الدخان، وهما محرمان شرعًا، ثم تبيحون لأنفسكم مصافحة النساء، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لأن يُطعن في رأس أحدكم بمِخيط مِن حديد خيرٌ له مِن أن يمَس امرأةً لا تحل له). "صحيح رواه الطبراني"
فقالا لي: ورد في البخاري أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يصافح النساء عند البيعة!! فقلت لهما: غدًا ستأتياني بالحديث، فذهبا ولم يعودا، فعرفت كذبهما، وأن البخاري لم يذكر ذلك أبدًا، وإنما ذكر البيعة للنساء بدون مصافحة.
والغريب أن يبيح المصافحة للنساء بعض الِإخوان المسلمين، أمثال الشيخ محمد الغزالي، ويوسف القرضاوي، بناء على مناقشة جرت بيني وبينه، استدل بحديث الجارية التي كانت تأخذ بيد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليقضي حاجتها. "رواه البخاري"
أقول: إن استدلاله غير صحيح، علمًا بأن الجارية حينما أخذت بيده لم تمسه، بل لمست كُم القميص الذي على يده؛ لأن عائشة -رضي الله عنها- قالت:
(لا والله ما مسَّت يده يد امرأة قط في المبايعة، ما بايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك)"رواه البخاري"
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إني لا أصافح النساء). "رواه الترمذي وقال حسن صحيح"
٢ - سمعت خطبة من شيخ ينتمي إلى حزب التحرير في الأردن يحمل على الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، ولما جئت إلى بيته شكا إلىَّ والد زوجته، وقال، إن الشيخ ضرب زوجته على عينها فتأثرت! فقلت له: أنت تطالب الحكام بتطبيق الشرع، وأنت لم تطبق الشرع في بيتك، هل صحيح أنك ضربت زوجتك على عينها، فقال: نعم، ولكنها ضربة خفيفة بكأس الشاي!
قلت له: طبق الإِسلام على نفسك أولًا، ثم طالب غيرك بتطبيقه، فالرسول - صلى الله عليه وسلم -: (سُئل ما حَقُّ زوج أحدنا عليه؟ قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضربَ الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت). "صحيح أخرجه الأربعة"
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا ضرَبَ أحدكم خادمَه، فليتقِ الوجه). "حسن رواه أبو دواد"