قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المقسطين عند الله تعالى يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلُّوا". (رواه مسلم)
وقوله تعالى:{إنما المؤمنون إخوة}: أي الجميع إخوة في الدين كما قال - صلى الله عليه وسلم -:
"المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يُسلمه". (رواه مسلم)
وفي الصحيح:"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"(انظر تفسير ابن كثير ج ٤/ ٢١١)
[شروط تحقيق النصر]
إن القارىء لسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجهاده يرى المراحل التالية:
١ - مرحلة التوحيد: بقي الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر عامًا في مكة المكرمة، وهو يدعو قومه إلى توحيد الله في العبادة والدعاء والحكم ومحاربة الشرك، حتى ثبتتْ هذه العقيدة في نفوس أصحابه وأصبحوا شجعانًا لا يخافون إلا الله.
فيجب على الدعاة أن يبدأوا بالتوحيد، ويُحذروا من الشرك ليكونوا برسول الله من المقتدين.
٢ - مرحلة الأخوة: لقد هاجر الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة لِيكوِّن المجتمع المسلم القائم على التحابب، فأول ما بدأ به هو بناء مسجد يجتمع فيه المسلمون لعبادة ربهم، ويتاح لهم الإجتماع كل يوم خمس مرات، لينظموا حياتهم، وقد بادر الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المؤاخاة بين الأنصار سكان المدينة، وبين المهاجرين من مكة الذين تركوا أموالهم، فعرض الأنصار أموالهم للمهاجرين وقدَّموا لهم كل ما يحتاجون إليه.
ولقد وجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - سكان المدينة، وهم من الأوس والخزرج بينهم عداوة قديمة، فأصلح بينهم، وأزال الحقد والعداوة من صدورهم، وجعلهم إخوة متحابين في الإِيمان والتوحيد كما جاء في الحديث:"المسلم أخو المسلم"[رواه مسلم]
٣ - الإستعداد: لقد أمر القرآن الكريم بالإستعداد للأعداء فقال:
{وأعِدوا لهم ما أستطَعْتُم مِن قُوَّة}. [سورة الأنفال: ٦٠]