(وما يزال الرجل يصدق ويتحزَى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا، وما يزال الرجل يكذب ويتحرِّى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا). "متفق عليه"
فالصدق خلق عظيم ينبغي على المعلم أن يزرعه في طلابه، ويحببهم إليه، ويعودهم عليه، وليكن مطبقًا له في أقواله وأفعاله، حتى في مزاحه معهم عليه أن يكون صادقًا، فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يمزح ولا يقول إِلا حقًا. وليحذر المعلم أن يكذب على طلابه ولو مازحًا أو متأولًا، وإذا وعدهم بشيء فعليه أن يفي بوعده، حتى يتعلمون منه الصدق، والوفاء قولاً وعملًا، لأن الطلاب يعرفون الكذب ويدركونه، وإن لم يستطيعوا مجابهة المعلم به حياءً منه، وقد رأينا في قصة المعلم الذي دافع عن زميله المدخن، كيف أدرك الطلاب كذبه.
٩ - الصبر:
على المعلم أن يتحلَّى بالصبر على مشاكل الطلاب والتعليم، فإن الصبر أكبر عون في عمله الشريف. قال الله تعالى:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}"البقرة: ٤٥" وقال - صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن الذي يُخالط الناسَ ويصبر على أذاهم خيرٌ مِن المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم). "صحيح رواه أحمد"
[وظيفة المعلم]
إن وظيفة المعلم لا تقف عند حشو أدمغة الطلاب بالمعلومات فحسب، بل يتجاوزها إلى تربية شاملة تقوم على تصفية العقائد والسلوك، مما ينافي الدين القويم، فعلى المعلم الناجح أن يجعل كلام طلابه وسلوكهم في الفصل مستمدًا من الهدي النبوي الصحيح، قال الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[آل عمران: ٣١]
وسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تدل على أنه كان مربيًا حكيمًا، ومعلمًا، ومرشدًا، وناصحًا، ورؤوفًا، ومحبوبًا، ومخلصًا.
فعلى المعلم أن يتصف بهذه الأوصاف، ولا سيما الإِخلاص، فعليه أن يخلص عمله لله، ولا ينظر إلى المال، فإن أعطي ولو قليلًا شكر، وإن لم يُعط صبرَ، وسيرزقه الله تعالى في الدنيا، ويكتب له الأجر في الآخرة.