للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وأما القتل فإنَّ قتل بعضهم بعضاً في السماع كثير، يقولون: قتله بحاله، ويَعدّون ذلك من قوته، وذلك أن معهم شياطين تحضرهم، فأيهم كان شيطانه أقوى قتل الآخر.

٥ - إِن سماع الغناء والموسيقا لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة إِلا وفي ضمن ذلك من الضلال والمفسدة ما هو أعظم منه، فهو للروح كالخمر للجسد، ولهذا يورث أصحابه سكراً أعظم من سكر الخمر، فيجدون لذة كما يجد شارب الخمر، بل أكثر وأكبر ...

٦ - وإن الشياطين لتتلبس بهم، وتدخل بهم النار ويأخذ أحدهم الحديد المحمي فيضعه على بدنه (أو لسانه)، وأنواع من هذا الجنس، ولا تحصل لهم هذه الأفعال عند الصلاة، قراءة القرآن، لأن هذه عبادات شرعية وإيمانية، محمدية تطرد الشيطان.

وتلك عبادات بدعية شركية شيطانية فلسفية، تستجلب الشياطين.

حقيقة الضرب بالشيش (١)

إِن الضرب بالشيش لم يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته من بعده. ولو كان فيه خيراً لسبقونا إِليه، وإنما هو من فعل الصوفية وأصحاب البدع، وقد شاهدتهم قد اجتمعوا في مسجد ومعهم الدفوف يضربونها، ويغنون قائلين:

هات كاس الراح ... واسقنا الأقداح

ولا يخجلون من ذكر الخمر والأقداح المحرمة في بيت الله، ثم جعلوا يضربون الدفوف بشدة، ويستغيثون بغير الله صارخين: يا جَداه! حتى غرَّتهم الشياطين، فخلع أحدهم قميصه، وأخذ سيخاً وأمسك جلد خاصرته وأدخله فيه، ثم قام أحد الجنود فأخذ زجاجة وكسرها، وقضمها بأسنانه، فقلت في نفسي: إِن كان صحيحًا ما يفعل


(١) سيخ حديد رفيع تستعمله الصوفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>