للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خلاصة البحث]

١ - إذا تبين للقارىء الكريم ما أوردناه من الوجوه الدالة على أن حديث الأعمى إنما يدور حول التوسل بدعائه - صلى الله عليه وسلم - وأنه لا علاقة له بالتوسل بالذات، فحينئذ يتبين له أن قول الأعمى في دعائه:

- (اللهم إني أسالك وأتوجَّه إليك بنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -) إنما المراد به أتوسل إليك بدعاء نبيك، أي على حذف المضاف، وهذا أمر معروف في اللغة كقول الله تعالى:

{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}. "سورة يوسف آية ٨٢"

[أي أهل القرية وأصحاب العير، ونحن ومخالفونا متفقون على ذلك، أي على تقدير مضاف محذوف، وهو مثل ما رأينا في دعاء عمر -رضي الله عنه- توسله بالعباس، فإما أن يكون التقدير:

إِني أتوجه إليك بـ[جاه] نبيك، يا محمد إني توجهت بـ[ذاتك] أو [مكانتك] إلى ربي كما يزعمون.

وإما أن يكون التقدير إني أتوجه إليك بـ[دعاء] نبيك، يا محمد إني توجهت [بدعائك] إلى ربي كما هو قولنا. ولا بد لترجيح أحد التقديرين من دليل يدل عليه:

فأما تقديرهم [بجاه] فليس لهم عليه دليل لا من هذا الحديث ولا من غيره، إذ ليس في سياق الكلام، ولا سياقه تصريح، أو إشارة لذكر الجاه، أو ما يدل عليه إطلاقًا، كما أنه ليس عندهم شيء من القرآن أو السنة أو فعل الصحابة يدل على التوسل بالجاه، فبقي تقديرهم من غير مرجح، فسقط من الإعتبار والحمد لله.

أما تقديرنا فيقوم عليه أدلة كثيرة تقدمت في الوجوه السابقة.

"انظر كتاب التوسل أنواعه وأحكامه للشيخ الألباني"

<<  <  ج: ص:  >  >>