لقد كانت معجزات الأنبياء حسية تنقضي في وقتها، وهي لمن شاهدها، أما
معجزة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهي دائمة كبرى، لأن رسالته عامة لكل الناس، ومستمرة إلى يوم القيامة، وصالحة لكل زمان ومكان:
قال الله تعالى:
(وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً). "سبأ ٢٨"
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
(وكان كل نبي يُبعث إلى قومه خاصة، وبُعثتُ إلى الناس عامة). "متفق عليه"
إن المعجزة الكبرى الدائمة لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - هي القرآن الكريم الباقي إلى يوم القيامة.
٢ - المعجزات الحسية:
لقد أعطى الله نيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - معجزات حسية كثيرة فاقت الأنبياء قبله:
نقل عن الإِمام الشافعي أنه كان يقول:
ما أعطى الله نبياً إلا وأعطى محمداً - صلى الله عليه وسلم - ما هو أكثر منه، فقيل له: أعطى عيسى بن مريم إحياء الموتى، فقال الشافعي: حنين الجذع أبلغ، لأن حياة الخشبة أبلغ من إحياء الموتى؛ ولو قيل: كان لموسى فَلْقُ البحر عارضناه بفلْقِ القمر، وذلك أعجب، لأنه آية سماوية؛ وإن سئلنا عن انفجار الماء من الحجر عارضناه بانفجار الماء من بين أصابعه و - صلى الله عليه وسلم -، لأن خروج الماء من الحجر معتاد، أما خروجه من اللحم والدم فأعجب؛ ولو سئلنا عن تسخير الرياح لسليمان عارضناه بالمعراج. "انظر مناقب الإمام الشافعي ص ٣٨"
٣ - المنكرون للمعجزات الحسية:
قد يقول بعض المنكرين للمعجزات الحسية: إن القرآن وحده يكفي معجزة دالة