فقوله تعالى:{وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا}، بل رفعه الله إليه رَدٌّ وإنكار لقتله، وإثبات لرفعه -عليه السلام-.
وهذا النص قطعي الدلالة في رفع المسيح -عليه السلام- حَيًا إلى السماء، ولا يحتمل التأويل، لأن كلمة (بل) بعد النفي يجب أن يكون ما بعدها إثباتًا للنفي المتقدم. ولو حمل الرفع على رفع الروح فقط، فهذا لا يضاد القتل والصلب المنفيين قبل، لاجتماع القتل مع رفع الروح، كما أنه يلغي النفي السابق.
ولهذا فإن الآية صريحة في رفع عيسى -عليه السلام- حيًا إلى السماء بروحه وجسده. ٢ - قوله تعالى:{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}[النساء: ١٥٩]
فقوله:(قبل موته) أي موت عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان، كما هو مروي عن ابن عباس وعبدالرحمن بن زيد وأبي هريرة، والحسن وقتادة، واختاره ابن جرير الطبري، وقال ابن كثير:
وهذا القول هو الحق، وأفاد بأنه المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى -عليه السلام- وصلبه، وتسليم من سَلَّم لهم ذلك من النصارى الجهلة.
فالمراد تقرير وجود عيسى -عليه السلام-، وبقاء حياته في السماء، وأنه سينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة. [ج ١/ ٥٧٧]