[الوحي ينتصر للمرأة]
كان الوحي ينتصر للمرأة إنصافًا لها، وانتصارًا لحقها، بل أنزل سورة خاصة بها تدعى سورة المجادلة:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علَيَّ بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تقول: (يا رسول الله، أكلَ مالي، وأفنى شبابي، ونثَرت له بَطني، حتى إذا كبِرتْ سِني، وانقطع ولدي ظاهر مني (١)!!! "اللهم إني أشكو إليك".
قالت: فما برَحتْ حتى جاء جبريل بهذه الآية: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} "المجادلة: آية ١" "رواه البخاري تعليقا، وغيره"
لقد نزل الوحي مؤيدًا لهذه المرأة الصالحة التي شكت أمرها إلى الله وجادلت النبي - صلى الله عليه وسلم - في زوجها، وما جرى معها، فاستجاب الله شكواها حالًا؛ وهذه عادة المرأة المسلمة إذا أصابها شيء شكت أمرها إلى الله، ودعت الله وحده، ولم تدعُ غيره، ولم تذهب إلى الكهنة والعرافين، كما يفعل بعض النساء في عصرنا الحاضر، إذا أصابها شيِء لجأت إلى الأولياء تدعوهم، مع أنهم أموات لا يسمعون، ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا، فهم بحاجة إلى الدعاء. قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل: ٢٠، ٢١]
ودعاء غير الله من الأموات أو الغائبين من الشرك الذي يحبط العمل: قال الله تعالى:
{قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} [الجن: ٢٠]
وقوله تعالى
{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: ٦٥]
وبعض النساء يذهبن إلى السحرة والكهنة والعرافين الذين قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيهم:
(من أتى كاهنًا أو عَرافًا فصدَّقه فيما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد).
"رواه أحمد وصححه الألباني"
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (مَن أتى عرافًا، فسأله عن شيء لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلة). "رواه مسلم"
(١) أي قال لها: أنت علَي كظهرِ أُمي يريد تحريمها عليه.