١ - تسميته لدعوة الشيخ بالدعوة الوهَّابية، وتسميته لأتباعه أيضًا بالوهَّابية.
- ولعل الأستاذ فعل ذلك مجاراة لخصوم الدعوة الذين ينبزونها بهذا اللقب لمقصد خبيث لم يتنَبّه له، فهذه التسمية - خطأ من ناحية اللفظ ومن ناحية المعنى:
أ - أما الخطأ من ناحية اللفظ، فلأن الدعوة لم تُنْسب في هذا اللقب إلى مَن قام بها -وهو الشيخ محمد-، وإنما نُسبت إلى عبد الوهاب -الذي ليس له أي مجهود فيها-، فهي نسبة على غير القياس العربي، إذ النسبة الصحيحة أن يقال:
(الدعوة المحمَّدية).
لكن الخصوم أدركوا أن هذه النسبة حسنة لا تُنَفِّر عنها، فاستبدلوها بتلك النسبة المزيَّفة.
ب - وأما الخطأ من ناحية المعنى، فلأن هذه الدعوة لم تخرج عن نهج مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم، فكان الواجب أن يقال:(الدعوة السلفية).
لأن القائم بها لم يبتدع فيها ما يُنْسَب إليه، كما ابتدعِ دعاة النِّحَل الضالَّة من الِإسماعيلية والقرمطيَّة، إذ هذه النِّحَل الضَّالَّة لو سُمِّيَت سلفية، لأبى الناس والتاريخ هذه التسمية؛ لأنها خارجة عن مذهب السلف، ابتدعها من قام بها.
فالنسبة الصحيحة لفظًا ومعنى لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن يُقال: الدعوة المحمَّدية، أو الدعوة السلفية.
لكن لما كانت هذه النسبة تغيظ الأعداء؛ حرَّفوها، ولذلك لم تكن الوهابية معروفة عند أتباع الشيخ، وإنما ينبزهم بها خصومهم، بل ينبزون بها كل مَن دان بمذهب السلف، حتى ولو كان في الهند أو مصر وإفريقية وغيرها، والخصوم يريدون بهذا اللقب عزل الدعوة عن المنهج السليم، فقد أخرجوها منٍ المذاهب الأربعة، وعدُّوها مذهبًا خامسًا:{حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}. [البقرة: ١٠٩]