[استجيبوا لله وللرسول]
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: ٢٤]
١ - قال البخاري: {اسْتَجِيبُوا} أجيبوا {لِمَا يُحْيِيكُمْ} لما يصلحكم.
٢ - وقال مجاهد: في قوله: {يُحْيِيكُمْ} قال للحق.
٣ - وقال قتادة: قال هذا هو القرآن فيه النجاة والبقاء والحياة.
٤ - وقال السدي: {لِمَا يُحْيِيكُمْ} ففي الإِسلام أحياؤهم بعد موتهم بالكفر.
٥ - وقال عروة بن الزبير: {لِمَا يُحْيِيكُمْ} أي للحرب التي أعزكم الله تعالى بها بعد الذل، وقواكم بها بعد الضعف، ومنعكم من عدوكم بعد القهر منهم لكم. [انظر ابن كثير ٢/ ٢٩٧]
وإنما سمي الجهاد حياة، لأن في وهن عدوهم بسببه حياة لهم وقوة، أو لأنه سبب الشهادة الموجبة للحياة الدائمة، أو سبب المثوبة الأخروية التي هي مَعدِن للحياة كما قال تعالى:
{وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: ٦٤]
(أي الحياة الدائمة). [ذكره القاسمي في محاسن التأويل ج ٨/ ٣٤]
٦ - وقال الفراء: {لِمَا يُحْيِيكُمْ} إحياء أمورهم.
فيُخرَّج في إحيائهم خمسة أقوال:
الأول: أنه إصلاح أمورهم في الدنيا والآخرة.
الثاني: بقاء الذكر الجميل لهم في الدنيا، وحياة الأبد في الآخرة.
الثالث: أنه دوام نعيمهم في الأخرة.
الرابع: أنه كونهم مؤمنين، لأن الكافر كالميت.
الخامس: أنه يحييهم بعد موتهم، وهو على قول من قال: هو الجهاد، لأن الشهداء