للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرد علي بعض الشبهات]

بعض الناس يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر على أُسامة قتل مَن قال: "لا إله إلا الله" وقال: (أقَتلتَه بعد أن قال لا إله إلا الله) "رواه البخاري"

وأحاديث أُخرى في الكفِّ عَمن قالها، والجواب:

١ - إن أسامة قتل رجلاً ادعى الإِسلام بسبب أنه ظن أنه ما ادعاه من النطق بالشهادة هو خوف على دمه وماله، فأنكر عليه الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الظن، لأنه قتل رجلاً أظهر الإِسلام، ومن أظهر الإِسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك والدليل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}. [أي فتثبتوا] "سورة النساء: ٩٤"

فالآية تدل على أنه يجب الكف عن قتله حتى يظهر منه ما يخالف الإِسلام، وكل من أظهر الإِسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يناقض الإِسلام.

٢ - الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي أنكر على أُسامة قتل مَن قال: لا إله إلا الله: هو الذي قال:

(أُمِرتُ أن أُقاتلَ الناسَ حتى يقولوا لا إله إلا الله). "رواه البخاري"

٣ - قاتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - اليهود، وهم يقولون: لا إله إلا الله.

٤ - قاتل أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - بني حنيفة وهم يشهدون: أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله ويُصَلون ويدعون الإِسلام.

٥ - وكذلك الذين حرقهم (١) علي بن أبي طالب كانوا يقولون لا إله إلا الله؛ أما الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيهم: (قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون مِن الدين مروق السهم مِن الرمية يقتلون أهل الإِسلام، ويَدَعون أهل الأوثان، لَئن أنا أدركتهم لأقتلَنهم قتلَ عاد). "رواه البخاري"

هؤلاء الخوارج كانوا أكثر الناس تهليلًا، فلم تنفعهم لا إله إلا الله ولا كثرة العبادة، ولا ادعاء الإِسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة ومن أخطائهم تكفير المسلم المرتكب للكبيرة والخروج على الحاكم المسلم.

فليحذر المسلمون التشبه بهم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن تشبه بقوم فهو مِنهم) "صحيح رواه أبو داود"


(١) اعترض على التحريق ابن عباس والدليل معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>