المخالفة لتعاليم الإسلام، والتي هي من وضع البشر، وقد فشلت كل هذه المبادىء، ولم يبق إلا تطبيق كتاب رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأنه تنزيل من حكيم حميد وهو أعلم بمصالح عباده الذين خلقهم.
اللهم وفق المسلمين للعمل بكتاب ربهم، ليعود لهم عزهم ونصرهم، فقد وعد الله عباده المؤمنين بالنصر فقال:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}. (سورة الروم ٤٧)
* * *
[آثار المعاصي والذنوب]
١ - حرمان العلم، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تُطفىء ذلك النور. قال الشافعي:
شَكوتُ إلى وكيع سوء حفظى ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ... ونور الله لا يؤتاه عاصي
٢ - حرمان الرزق، فكما أن التقوى مجلبة للرزق، فترك التقوى مجلبة للفقر. وما أستُجلب رزق بمثل ترك المعاصي.
٣ - حرمان الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن الطاعة لكانت كافية.
٤ - إن المعاصي تُوهن القلب والبدن، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر. بل لا تزال تُضعفه حتى تزيل حياته بالكلية.
٥ - إن المعاصي تُقصِّر العمر، وتمحق البركة، فإن البرَّ كما يزيدُ من العمر فالفجور يُقصّر العمر.
٦ - إن المعاصي تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها.
٧ - إن الذنوب تضعف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من القلب إرادة التوبة بالكلية.
٨ - إن كل معصية من المعاصي هي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله -عَزَّ وَجَلَّ-، فاللوطية ميراث عن قوم لوط، وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ميراث عن قوم