١ - شق الصدر: من أراده الله لأمر عظيم أعده إعداداً قوياً، فموسى -عليه السلام- حينما أرسله الله إلى الطاغية فرعون جعل له آية العصا، وأجرى له تجربة عملية، حتى لا يخاف حينما تنقلب حية تسعى؛ كذلك الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - شق جبريل صدره، وملأه حكمة وإيماناً، ليتأهب لما يراه في الإِسراء والمعراج، والقلب إذا طاب بالإِيمان طاب الجسد كله كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب)"متفق عليه"
٢ - البراق: لقد زاد الله في تكريمه لرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إليه مركوباً يحمله، ودليلاً يؤنسه، فأرسل إليه جبريل بالبراق يحمله إليه، علماً بأن أهل الجنة يذهبون إليها راكبين مُكرمين كما قال عنهم ربهم:{يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} وهكذا يفعل العظماء إذا دَعَوا إلى ضيافتهم عزيزاً عليهم. [سورة مريم ٨٥]
٣ - ربط البراق بالحلقة: لقد علمنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن نأخذ بالأسباب، فربط البراق بالحلقة، وهو لا ينافي التوكل، وقد قال النبي و - صلى الله عليه وسلم - وللأعرابي الذي كانت معه ناقته:(إعقلها وتوكل). "حسن رواه الترمذي"
٤ - المسجد الأقصى: إن مرور الرسول - صلى الله عليه وسلم - به، وصلاته بالمسجد، ولقاءه بالأنبياء فيها فوائد وعبر:
أ - لعل من الحكمة أن يفهم الناس أن دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عامة لكل بلد، بل تسير مسرى الشمس والقمر.
ب - إن اقتداء النبيين بالرسول - صلى الله عليه وسلم - دليل على أن شرعه ناسخ، وأن الاقتداء به واجب على الأنبياء وغيرهم.
ج - وفي مسراه إشارة إلى وحدة الأنبياء في دعوتهم إلى الإِيمان والتوحيد، وربط بين الأماكن المقدسة: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى.
د - زيارة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمسجد الأقصى تلويح وإشارة للمسلمين أن يشدوا الرحال إليه، ويطهروه من الوثنية واليهودية المجرمة، وبشارة لهم بفتح بيت المقدس.