للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فريق في الجنة وفريق في السعير]

هذه نهاية المطاف وآخر الأجوبة على الأسئلة الثلاثة: {وأن إلى ربك المنتهى} فهذا اليوم العظيم يوم القيامة الذي مقداره خمسون ألف سنة لا يعلم وقته إلا الله، لكن تسبقه علامات كبرى كظهور المسيح الدجال، ونزول المسيح ابن مريم عليه السلام ليقتله ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، وخروج يأجوج ومأجوج كما ذكر الله في القرآن، فبعد هذه العلامات الكبرى يقوم الناس من قبورهم بعد عذاب أو نعيم فيها، ويحشر الله الخلق جميعاً في حَرِّ شمس دانية من الرؤوس قدر ميل فيعرق الناس عرقاً شديداً حسب أعمالهم في أهوال عظيمة أخرى، فيحاسب الله عباده على الصغيرة والكبيرة بميزان عدل لا يضيع مثقال ذرة، ويمر الناس على صراط على ظهر جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف، عليه خطاطيف تأخذ الناس بأعمالهم، فناج مسلم، ومخدوش، ثم ينجو، ومكدوس في نار جهنم، ويتميز الناس إلى فريقين في حياة أبدية لا تنتهي: فريق في الجنة وفريق في السعير. فمن آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واتبعهبم فهم السعداء أهل الجنة:

{أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٤) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (٤٧) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ}. [سورة الصافات، الآيات ٤١ - ٤٩]

لباسهم فيها حرير وحليهم فيها الذهب والفضة وغاية نعيمهم النظر إلى وجه الله الكريم.

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة، الآيات ٢٢، ٢٣]

والفريق الآخر من أعرض عن ذكر الله وأشرك به وكفر برسله وارتكب ما حرم الله عليه - فهم الأشقياء أهل النار خالدين فيها أبدأ طعامهم نار، وشرابهم حميم، وفرشهم وغطاؤهم من جهنم:

{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}. [سورة الحج, الآيات٢١،٢٠،١٩]

<<  <  ج: ص:  >  >>