للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ترك الحكم بكتاب الله يسبب البلاء]

قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [الأنعام: ٦٥]

لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعوذ بوجهك".

{أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: "أعوذ بوجهك".

{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ}.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هاتان أهون أو أيسر". [رواه البخاري وغيره]

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أُمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها، وأُعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي: أن لا يُهلكها بسنة عامَّة، وأن لا يُسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتَهم، وإن ربي قال: يا محمد، إذا قضيتُ قضاء فإنه لا يُرَد، وإني أعطيتك لأُمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، ولا أُسلّط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم مَن بأقطارها أو قال: مَن بين أقطارها حتى يكون بعضهم يُهلك بعضًا، ويُسبي بعضهم بعضًا". [رواه مسلم وغيره]

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "سألت ربي ثلاثًا فأعطاني ثنتين ومنعني من واحدة: سألت ربي أن لا يهلك أُمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يُهلك أُمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها".

[بسنة عامة: بجدب وشدة] [يستبيح بيضتهم: يأخذهم أسرًا وقتلًا]. [رواه مسلم]

هذا البأس الذي يحل بالمسلمين مقيد بقوله - صلى الله عليه وسلم -:

"وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم". [صححه الحاكم ووافقه الذهبي]

<<  <  ج: ص:  >  >>