وزاد أبو داود في الحديث الثاني:"وإنما أخاف على أُمتي الأئمة المضلين، وإذا وُضِعَ السيف في أُمتي لم يُرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبدَ قبائلُ من أُمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أُمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله". [زوى: جمع][الكنزين الأحمر والأبيض: الذهب والفضة].
قال الطبري: وأما الذين تأولوا (فسروا) أنه عنى بجميع ما في هذه الآية هذه الأمة فإني أراهم تأولوا -فسروا- أن في هذه الأمة مَن سيأتي من معاصي الله وركوب ما يسخط الله، نحو الذي ركب مَن قبلهم مِن الأمم السالفة، مِن خلافه والكفر به، فيحل بهم مثل الذي حل بمن قبلهم من المثُلات والنقمات. [انظر تفسير الطبرى تحقيق محمو شاكر ج ١١/ ٤٣١]
من فوائد الآية والحديث
١ - قدرة الله تعالى على إرسال العذاب على الأمم من فوقهم أو من تحت أرجلهم فيبيدهم ويهلكهم، وقد استعاذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بوجه ربه أن ينزل بأمته مثل هذا العذاب كالغرق وغيره.
٢ - وفي الحديث إثبات الوجه لله تعالى على ما يليق به من غير تشبيه:
قال الله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]
٣ - قدرة الله تعالى أن يجعل الأُمة تتفرق شيعًا وأحزابًا، ويُسلط بعضها على بعض حينما يتركون الحكم بشريعة الله، ويأخذون بالقوانين المخالفة لها، كما هو واقع الآن، مع الأسف الشديد.
٤ - قدرة الله تعالى أن يجمع الأرض لرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، ليرى مشارقها ومغاربها، وأن أُمته سيبلغ ملكها مقدار ما جُمع له فيها.
٥ - رحمة الله بالأمة الإِسلامية، وعدم إرسال عذاب عام يستأصلها، فإن وقع عليهم القحط لم يكن عامًا، بل يكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد الإِسلام. [ذكره النووي في شرح مسلم]