وهذه الصلاة والدعاء يفعلهما الإِنسان لنفسه كما يشرب الدواء بنفسه مُوقناً أن ربه الذي استخاره سَيوُجِّههُ للخير، وعلامة الخير تيسُّرُ أسبابه، واحذر الاستخارة المبتَدَعَة التي تعتمد على المنامات وحساب اسم الزوجين وغيرهما مما لا أصل له في الدين.
احذر المرور أمام المصلِّي
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعدم المارُّ بين يدَي المصلِّي ماذا عليه دون أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه".
قال أبو النضر: لا أدري قال أربعين يومًا أو شهرًا أو سنة. [رواه البخاري في باب إثم المار بين يدي المصلي الجزء الأول]
وجاء في رواية المتن خزيمة:"أربعين خريفاً" وصححها ابن حجر.
هذا الحديث يدل على أن المرور بين يدى المصلِّي في محل سجوده، فيه إثم ووعيد، ولو عرف هذا المارّ ما عليه من الإثم لوقف أربعين سنة، ولو مر بعيداً من مكان سجوده لا شيء عليه حسب مفهوم الحديث الذي ينص على مكان وضع يدي المصلي عند سجوده.
وعلي المصلِّي أن يضع سترة أمامه، حتى ينتبه المار فيحذر المرور أمامه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فإذا أراد أحد أن يجتاز بين يديه، فليدفع في نحوه، فإن أبي فليقاتله، فإنما هو شيطان". [متفق عليه]
وهذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، والذى يحذر المرور بين يدى المصلي يشمل المسجد الحرام ومسجد الرسول لعمومه، ولأن الرسول حين قال هذا الحديث قاله في مكة أو المدينة، والدليل على ذلك ما يلي: