للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المحافظة على أرواح المؤمنين]

قال الله تعالى:

{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: ٢٥]

[يستفاد من الآية ما يلي]

١ - أن المشركين من أهل مكة منعوا المسلمين من دخول مكة لأداء العمرة ومعهم الهدي محبوساً لم يبلغ مكانه المخصص له ليذبح.

٢ - لا يجوز قتال الكفار المعتدين، والمؤمنون مختلطون بينهم، خشية أن تقع الخسارة بالمؤمنين والمؤمنات بغير قصد، فيقع الإِثم والعار على المؤمنين المقاتلين وهذا يبين مدى حرص الإسلام على حياة المؤمنين والمؤمنات، ولو كانوا قلة، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره: أن عدد المؤمنين والمؤمنات الموجودين في مكة تسعة نفر سبعة رجال، وامرأتان، وهذا ما يفيده قوله تعالى:

{ولولا رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم، فتُصيبكم منهم

مَعَرًة بغير عِلم}.

٣ - تأخير عقوبة المشركين، حتى يُدخل الله منهم من شاء في الإِسلام، وهذا ما حصل فعلاً، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره عن حبيب بن سباع قال:

(قاتلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول النهار كافراً، وقاتلت معه آخر النهار مؤمناً). وإلى هذا يشير قوله تعالى: {ليُدخل الله في رحمته من يشاء}.

٤ - جواز قتال الكافرين إذا كان بينهم مؤمنون متميزون عنهم، لا يختلطون فيما بينهم وهذا معنى قوله تعالى: {لو تزيّلوا لعذبنا الذين كفروا منه عذاباً أليم}.

٥ - أقول: ليت المسلمين عامة، والمجاهدين منهم خاصة أخذوا بتطبيق هذه الآية،

<<  <  ج: ص:  >  >>