١ - قال الله تعالى:{يا أيها الناس ضُرِبَ مَثلٌ فاستمِعوا له ان الذين تدعون
مِن دون الله لن يَخلُقوا ذُبابًا ولو اجتمعوا له وِإن يَسلُبْهم الذبابُ شيئًا لا
يَستنقِذوه منه ضَعُفَ الطالبُ والمطلوب}. [الحج: ٧٣]
يخاطب الله الناس جميعًا أن يستمعوا لهذا المثل العظيم قائلًا لهم: إن هؤلاء
الأولياء والصالحين وغيرهم الذين تدعونهم عند الشدائد ليساعدوكم لا يستطيعون أن يفعلوا ذلك، بل هم عاجزون أن يخلقوا شيئًا من المخلوقات، كالذباب، وإذا ما أخذه منهم، وهذا دليل على ضعفهم، وضعف الذباب، فكيف تدعوهم من دون الله؟! وهذا المثل فيه إنكار شديد على مَن يدعو غير الله من الأنبياء والأولياء!!
٢ - قال الله تعالى:{له دعوة الحق والذين يدعون مِن دونه لا يَستَجيبون
لهم بشيء إلا كباسطِ كفَّيهِ إِلى الماء لِيبلُغَ فاهُ وما هو ببالغه وما دعاءُ الكافرين إِلا في ضلال} [الرعد: ١٤]
تفيد هذه الآية أن الدعاء الذى هو العبادة يجب أن يكون لله وحده، وهؤلاء الذين يدعون غير الله لا ينتفعون منهم، ولا يستجيبون لهم بشيء مَثلُهم هي ذلك مثل الذي يقف على طرف البئر ليتناول الماء منه بيده، فلا يستطيع.
قال مجاهد:"يدعو الماء بلسانه ويشير إليه فلا يأتيه أبدًا". [ذكره ابن كثير]
ثم حكم الله على الذين يدعون غير الله بالكفر، وأن دعاءهم ضلال في قوله - تعالى:{وما دعاءُ الكافرينَ إِلا في ضلال}. [الرعد: ١٤]
فاحذر يا أخي المسلم أن تدعو غير الله فتكفر وتضل، وادع الله وحده القادر، حتى تكون من المؤمنين الموحدين.